يعاني الاقتصاد الألماني نقصاً في العمالة الماهرة: مئات الآلاف من فرص العمل تبقى شاغرة. لهذا السبب جاء قانون هجرة العمالة الماهرة والمتخصصة في مارس 2020 ليتيح مزيداً من الفرص والإمكانات للعمالة الماهرة والمتخصصة من بلدان خارج الاتحاد الأوروبي للقدوم إلى ألمانيا. الرسالة الواضحة: العمالة الماهرة موضع ترحيب.
تسهيلات جديدة للهجرة إلى
ألمانيا وضعتها الحكومة عن طريق قانون عصري لاستقطاب العمالة الأجنبية الماهرة. ألمانيا
تأخرت في وضع قوانين تحل مشكلة نقص العمالة الماهرة التي تعد وفقا لأكبر 7 معاهد
اقتصادية في ألمانيا أبرز عقبة تقف في وجه النمو الاقتصادي وإصرار ألمانيا على
المحافظة على رخاء اكتسبته بجدارة بعد الحرب العالمية الثانية.
من هي العمالة الماهرة؟
حملة الشهادات الأكاديمية التي تعادل شهادة جامعية معترف بها في ألمانيا، إضافة إلى حملة شهادات التأهيل المهني والحرفي التي تعادل التأهيل المهني في ألمانيا.
يتم التمييز بين الأيدي العاملة الماهرة الحاصلة على مؤهل مهني وبين الأيدي العاملة الماهرة الحاصلة على مؤهل جامعي. أي مؤهل أجنبي مهني كان أو جامعي يجب أن يخضع لإجراءات الاعتراف به في ألمانيا. يشترط القانون الألماني حصول الأيدي العاملة الماهرة التي تحمل مؤهلاً مهنياً على تدريب مهني لا تقل مدته عن سنتين. أما الأيدي العاملة الماهرة الحاصلة على تعليم جامعي، فيجب بدورها أن تحمل شهادات جامعية. لا يجوز للعمالة الماهرة المتخصصة مزاولة أي أعمال حرة أو مهن غير تلك التي تتطلب ممارستها في ألمانيا تأهيلا مهنيا لا تقل مدته عن سنتين.
ما الذي تغير من خلال هذا القانون؟
- من ليس لديه عقد عمل بعد، إلا أنه يحمل شهادة تأهيل معترف بها، يمكنه الحصول على إقامة لمدة ستة أشهر كي يتمكن من البحث عن عمل. خلال هذه الفترة يمكن للباحث عن عمل أن يعمل حتى عشر ساعات أسبوعيا على سبيل التجربة، أو أن يجري فترة تدريبية. الشروط عادة هي الإلمام باللغة الألمانية بشكل كافٍ، يمكن للشخص تأدية العمل المنوط به، وغالبا ما يكون مستوى B1.
- سابقا كانت وكالة العمل تختبر ما إذا كانت العمالة اللازمة لهذه الوظيفة الشاغرة متوفرة في ألمانيا أو في بلدان الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتمكن الشركة من استقدام هذه العمالة إلى البلاد. هذا الاختبار المسبق تم إلغاؤه من خلال قانون هجرة العمالة الماهرة والمتخصصة.
- البحث عن مكان للدراسة أو للتأهيل المهني: خريجو المدارس الألمانية في الخارج لا يحق لهم فقط القدوم إلى ألمانيا بغرض الدراسة، وإنما أيضا للبحث عن قبول في إحدى الجامعات أو فرصة للتأهيل المهني.
- هجرة العمالة الماهرة والمتخصصة من خارج بلدان الاتحاد الأوروبي ليست حصرية للمهن ذات الخصاص الكبير فقط.
ما هي المهن التي تعاني نقص العمالة الماهرة؟
تعاني كافة القطاعات تقريباً من نقص المعالة المتخصصة والمؤهلة. حيث يتم البحث على سبيل المثال عن الأطباء وأطقم الرعاية الصحية والتمريض، إضافة إلى مجالات تقنيات المعلوماتية والمهندسين، وعلى صعيد التوسع في الطاقة المتجددة هناك حاجة إلى المتخصصين في هذا المجال. منذ جائحة كورونا تبحث الشركات في قطاع الفنادق والمطاعم وفي قطاع اللوجستية والإمداد أيضا عن العمالة الماهرة والمتخصصة.
ما لذي يجب القيام به في المستقبل لمواجهة نقص العمالة الماهرة؟
ضمن إطار استراتيجية العمالة الماهرة تريد الحكومة الألمانية الاتحادية تحديث وتطوير قانون هجرة العمالة الماهرة. حيث من المتوقع تقديم المزيد من التسهيلات في مجال الاعتراف بالشهادات الأكاديمية وشهادات التأهيل المهني والحرفي. ومن الأسس الأخرى للاستراتيجية التأهيل المهني والتدريب المستمر أيضا.